Total Pageviews

Monday, September 3, 2012

ازهد في الدنيا يحبّك الله @@

((( ازهد في الدنيا يحبّك الله )))
 


 
( ازهد في الدنيا يحبّك الله ،

وازهد فيما عند الناس يحبّك الناس ) 
 
عن أبي العباس سهل بن سعد الساعدي

رضي الله عنه قال :

 جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال :

يا رسول الله ،

دلّني على عمل إذا عملته أحبني الله وأحبّني الناس ،

 فقال :

( ازهد في الدنيا يحبّك الله ،

وازهد فيما عند الناس يحبّك الناس )

رواه ابن ماجة .


 

الإنسان اجتماعي بطبعه ، يحبّ أن يأنس بالناس ،

 وأن يأنس به الناس

 كما يعجبه أن يكون محبوبا في مجتمعه ، محترما في بيئته ،

 لذا فهو يسعى دائما لكسب ود الناس وحبهم ،

 
 والعاقل من البشر من يسعى لرضى ربّ الناس قبل سعيه في كسب رضى الناس .

 

ولا شك أن لنيل محبّة الله ثم محبّة الناس سبيل وطريق ،

 من حاد عنه ، خسر تلك المحبّة ، ومن سلكه فاز بها ،

 وأنس بلذتها  

ولذلك أورد الإمام النووي رحمه الله هذا الحديث ، ليكون معلما ومرشدا ، وليبيّن لنا الكيفية التي ينال بها العبد محبة ربّه ومحبة خلقه .



 

 ازهد في الدنيا يحبّك الله
 

إن محبّة الخالق للعبد منزلة عظيمة ،

فهي مفتاح السعادة ، وباب الخير ،


 ولذلك فإنها لا تُنال بمجرّد الأماني ،

ولكنها تحتاج من العبد إلى الجدّ والاجتهاد في الوصول إلى هذه الغاية

 وقد جاء في الكتاب والسنة بيان للعديد من الطرق التي تقرّب العبد من مولاه وخالقه

 وتجعله أهلا لنيل رضاه ومحبته ،

 وكان من جملتها ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم

في هذا الحديث من التخلق بخلق الزهد .


 

والزهد هو قصر الأمل في الدنيا ،

وعدم الحزن على ما فات منها


 

وعلى هذا فإن حقيقة الزهد :

أن تجعل الدنيا في يدك لا في قلبك ،

 فإذا كان العبد مقبلا على ربّه ، مبتعدا عن الحرام ،

مستعينا بشيء من المباحات

 

قال الحسن البصري رحمه الله :

" أدركت أقواما وصحبت طوائف

ما كانوا يفرحون بشيء من الدنيا إذا أقبل

ولا يأسفون على شيء منها إذا أدبر

 وكانت في أعينهم أهون من التراب ".


 

قال الله تعالى :

 { يا أيها الناس إن وعد الله حق
فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور }

(فاطر : 5 )

 وقوله :

{ واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الرياح }

( الكهف : 45 )

فهانت عليهم الدنيا بكلّ ما فيها ، واتخذوها مطيّة للآخرة ، وسبيلاً إلى الجنّة .
 

ثم يعلمنا النبي صلى الله عليه وسلم السبيل إلى محبة الناس فقال :

 ( وازهد فيما عند الناس يحبّك الناس )

 

ومعنى ذلك :

ألا يكون القلب متعلقا بما في أيدي الناس من نعيم الدنيا ،

 فإذا فعل العبد ذلك ،

 مالت إليه قلوب الناس ،

 وأحبته نفوسهم .



والسرّ في ذلك أن القلوب مجبولة على حب الدنيا ،

وهذا الحب يبعثها على بغض من نازعها في أمرها ،

 فإذا تعفف العبد عما في أيدي الناس ،

 عظم في أعينهم ؛ لركونهم إلى جانبه ،

 وأمنهم من حقده وحسده .



فما أعظم هذه الوصية النبوية ،

 وما أشد حاجتنا إلى فهمها والعمل بمقتضاها ،

 حتى ننال بذلك المحبة بجميع صورها .

 

-----

No comments:

Post a Comment