Total Pageviews

Sunday, September 30, 2012

والله خير و أبقي .... @@@

 (وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى)
كلمات قليلة، لكنها تحمل معاني عظيمةً،
 وكيف لا ....
وهي تقول لكل ظالم
بأنَّ لظلمك حدودًا لا يمكنك تجاوزَها
فمهما بلغت سلطتك
ومهما منعت فلن تستطيع أن تمنع قلبًا من الاتصال بربه
 ولن تستطيع أن توقف فيضَ السكينة والحنان
واللطف والرحمة الإلهية
التي يغدق بها المولى على قلوب أحبابه.
 


 وهي سلوى لكل من أجبر على ترك داره ووطنه
وأصدقائه وأحبابه، 
فباب المحبوب الأعظم
لا يمكن لأحد أن يغلقه أو يحول دونه،
فهو يتجاوز حدودَ الزمان والمكان
(رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلا)
 (المزمل: 9).

وهي عبارة عظيمة
ترْبِتُ على كتف كل مبتلًى،
 فتذكره بأن أعظم حرمان يمكن أن يُحرمَه
هو أن يُحرَمَ من الله؛

  
فمَن فَقَدَ اللهَ
  
فَقَدْ فَقَدَ كلَّ شيء

ومن وجد الله وجد كل شيء..
  
ألم يقل حبيبنا محمد- صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- لربه بعد حادث الطائف وما تعرض من إيذاء واستهزاء
"إن لم يكن بك غضب عليَّ فلا أبالي"؟!

من هناك ندركُ بعضاً من معاني التوجيه النبوي:

"تعرَّف على الله في الرخاء يعرفْك في الشدة"
فلا بد أن نتعرَّف على الله،
وأن تنشأ بيننا وبينه علاقةٌ متينةٌ
ليصبح سبحانه نِعْمَ الصاحب في السفر،
 والرفيق في الطريق، والأنيس في الخلوة.

ولئن كنا لا نستطيع أن نصل إلى مرتبة الخلّة مع الله،
 ففي مرتبة الصحبة متسَعٌ لنا جميعًا
 إن أردنا ذلك بصدق،
 وتحركنا نحو الوصول إليها من خلال التعرف الصحيح عليه سبحانه..

 تأمَّل معي قوله تعالى:
 (أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنَا لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنفُسِهِمْ وَلا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ)
(43) (الأنبياء)

أي أن هناك مَن يُصحب

وعندما يمنُّ الله عز وجل على عبدٍ من عباده بهذه النعمة
فإن ذلك لهو الفوز العظيم في الدنيا قبل الآخرة،
 ولِمَ لا وقد دخل العبدُ بهذه الصحبة جنة الدنيا،
 وذاقَ حلاوةً لا يوجد لها مثيلٌ،
 وتمتَّعَ بعزِّ الاكتفاء بالله والاستغناء به عن كل ما سواه..

 فإن أصابه مكروه ردَّد
(لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا)
 (التوبة)

 وإن تشابكت أمامه الأحداث قال
(إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ)
(الشعراء: من الآية 62)

 وإن تعرض لظلم ولم يستطع الدفاع عن نفسه تذكَّر
 (وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا)
(الفتح: من الآية 28)


No comments:

Post a Comment