Total Pageviews

Saturday, May 12, 2012

⚜ قصة سيدنا أيوب عليه السلام ⚜





قصة سيدنا أيوب عليه السلام


قال الله تبارك وتعالى:‏


وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث إنا وجدناه صابراً نعم العبد إنه أواب (44) {سورة يوسف}‏


نسبه عليه السلام قيل هو أيوب بن موص بن رازخ بن العيص بن إسحاق بن إبراهيم الخليل

 وقيل غير ذلك في ‏نسبه، الا أن الثابت أنه من ذرية إبراهيم الخليل عليه السلام.وحُكي أن  أمه بنت نبي الله لوط عليه السلام.

وأما زوجته فقيل: إن اسمها رحمة بنت يوسف ‏بن يعقوب،
 وقيل غير ذلك. وكان عليه الصلاة والسلام عبدًا تقيًا شاكرًا لأنعم الله رحيمًا بالمساكين،  يُطعم الفقراء ويعين ‏الأرامل ويكفل الأيتام، ويكرم الضيف، ويؤدي حق الله عليه على أكمل وجه.‏ 


 إبتلاء الله لأيوب عليه السلام ‏ يقول الله تبارك وتعالى:‏ واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أنى مسنى  الشيطان بنصب وعذاب (41) {سورة ص}‏

كان أيوب كثير المال ءاتاه الله الغنى والصحة والمال
 وكثرة الأولاد، وابتلاء بالنعمة والرخاء ولم ‏تفتنه زينة الحياة الدنيا ولم تخدعه ولم تشغله  عن طاعة الله، وكان عليه السلام يملك ‏الأراضي المتسعة من أرض حوران،

ثم ابتلاه الله بعد ذلك  بالضر الشديد في جسده وماله ‏وولده فقد ذهب ماله ومات أولاده جميعهم، فصبر على ذلك صبرا  جميلا ولم ينقطع عن عبادة ‏ربه وشكره، وفوق هذا البلاء الذي ابتلي به في أمواله وأولاده، ابتلاه الله بأنواع من الأمراض ‏الجسيمة في بدنه حتى قيل: إنه لم يبقى من جسده سليمًا إلا قلبه ولسانه
يذكر الله ‏عزوجل بهما، وهو في كل هذا البلاء صابر محتسب يرجو ثواب الله في الآخرة، ذاكرًا لمولاه
‏في جميع أحواله في ليله ونهاره وصباحه ومسائه.


وطال مرضه عليه الصلاة والسلام ولزمه ثماني عشرة سنة وكانت زوجته لا تفارقه صباحًا ‏ولا مساء
إلا بسبب خدمة الناس بالأجرة لتطعمه وتقوم بحاجاته، وكانت تحنو عليه وترعى له ‏حقه وتعرف قديم إحسانه
إليها وشفقته عليها وحسن معاشرته لها في حالة السراء، لذلك ‏كانت تتردد إليه فتصلح من شأنه وتعينه
على قضاء حاجته ونوائب الدهر، وكانت تخدم الناس ‏لتطعمه الطعام وهي صابرة محتسبة ترجو الثواب من الله تبارك وتعالى.‏


دعاء أيوب لله تعالى ‏


كثرت البلايا والأمراض على نبي الله أيوب عليه الصلاة والسلام طيلة ثماني عشرة سنة، ‏وهو صابر محتسب يرجو الثواب
من الله تعالى، فدعا الله وابتهل إليه بخشوع وتضرع قائلا:‏

وأيوب إذ نادى ربه أنى مسنى الضر وأنت أرحم الراحمين (83) {سورة الأنبياء}‏ 

‏ ثم خرج عليه السلام لقضاء حاجته وأمسكت زوجته بيده إلى مكان بعيد عن أعين الناس ‏لقضاء حاجته فلما فرغ
عليه السلام أوحى الله تبارك وتعالى إليه في مكانه:‏ أركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب (42) {سورة ص}‏


 فأمره الله تعال ىأن يضرب برجله الأرض، فامتثل عليه السلام ما أمره الله به وأنبع الله تبارك ‏وتعالى له بمشيئته وقدرته
عينين فشرب من إحداهما واغتسل من العين الأخرى فأذهب ‏الله عنه ما كان يجده من المرض وتكاملت العافية وأبدله
بعد ذلك صحة ظاهرة وباطنة، ولما ‏استبطأته زوجته وطال انتظارها، أقبل نبي الله أيوب عليه السلام إليها سليمًا صحيحًا
على ‏أحسن ما كان فلما رأته لم تعرفه فقالت له: بارك الله فيك هل رأيت نبي الله أيوب هذا ‏المبتلى؟

فوالله على ذلك ما رأيت رجلا أشبه به منك إذ كان صحيحًا، فقال لها عليه الصلاة ‏والسلام: فإني أنا هو.‏ 


وكان لنبي الله أيوب عليه السلام بيدران بيدر للقمح وبيدر للشعير فبعث الله تبارك وتعالى ‏بقدرته سحابتين، فلما كانت إحداهما
على بيدر القمح أفرغت فيه الذهب حتى فاض، ‏وأفرغت السحابة الأخرى على بيدر الشعير الفضة حتى فاض وعم، وبينما
كان أيوب عليه ‏السلام يغتسل خرّ عليه وسقط جراد من ذهب وهذا إكرام من الله تعالى لنبيه أيوب عليه ‏السلام ومعجزة له،
فشرع عليه السلام يحثي ويجمع في الثوب الذي كان معه استكثارًا من ‏البركة والخير الذي رزقه الله إياه،

فناداه ربه: يا أيوب ألم أكن أغنيتك عما ترى،

فقال عليه ‏الصلاة والسلام: بلى يا رب، ولكن لا غنى لي عن بركتك، رواه البخاري وأحمد 

من حديث أبي ‏هريرة رضي الله عنه مرفوعًا، ورواه أحمد في مسنده موقوفًا، ورواه بنحوه ابن أبي حاتم ‏وأحمد في مسنده
وابن حبان في صحيحه بإسناد على شرط الصحيح.‏

وأغنى الله تبارك وتعالى عبده أيوب بالمال الكثير بعد أن كان قد فقد أمواله،

ورد الله تبارك ‏وتعالى لأيوب عليه السلام أولاده
فقد قيل: أحياهم الله تبارك وتعالى له بأعيانهم، وزاده ‏مثلهم معهم فضلا منه وكرمًا، والله يؤتي فضله من يشاء ويرزق من يشاء بغير حساب.‏

يقول الله تبارك وتعالى:‏

وأيوب إذ نادى ربه أنى مسنى الضر وأنت أرحم الراحمين (83) فإستجبنا له فكشفنا ما به من ضر ‏وءاتيناه أهله ومثلهم معهم
رحمة من عندنا وذكرى للعابدين (84) {سورة الأنبياء} ‏

أيوب يبر بيمينه ولا يحنث ‏ضاق الحال بزوجة أيوب عليه السلام ذات  يوم فباعت نصف شعرها لبعض بنات الملوك ‏فصنعت له من ثمنه طعامًا فحلف أيوب عليه الصلاة والسلام أن شفاه الله تعالى ليضربنها ‏مائة جلدة، ولما أراد أيوب عليه الصلاة والسلام أن يبر بيمينه بعد شفائه أمره الله أن يأخذ ‏ضغثًا وهو الحزمة من الحشيش أو الريحان أو ما أشبه ذلك فيه مائة قضيب فيضرب بها ‏زوجته ضربة واحدة وبذلك لا يحنث في يمينه، ولقد شرع الله تعالى له ذلك رحمة بها ‏ولحسن خدمتها إياه وشفقتها عليه أثناء مرضه ومصائبه التي ابتلي بها طوال الثماني ‏عشرة سنة التي ابتلاه الله بها، ولأنها كانت امرأة مؤمنة صالحة تقية صابرة تؤدي حق زوجها ‏عليها وتحسن معاشرته في السراء والضراء، وهذا من الفرج والمخرج لمن اتقى الله تعالى ‏وأناب إليه وخافه.‏ 


موت أيوب عليه السلام


لقب نبي الله أيوب عليه السلام بالصديق وضرب به المثل في الصبر بسبب صبره الجميل ‏طيلة الثماني عشرة سنة على
المصائب والبلايا،
وعاش أيوب عليه الصلاة والسلام بعد رفع ‏الضر والمصائب عنه مسارعًا في طاعة الله لا تغره الحياة الدنيا وزهرتها يؤدي ما فرض الله ‏عليه ويدعو إلى دين الإسلام وعبادة الله وحده لا شريك له ويستعمل ما رزقه الله من أموال ‏كثيرة في طاعة الله، إلى أن توفاه الله وهو عنه راض.‏ وقيل إنه لما توفي كان عمره ثلاثًا وتسعين سنة، وقيل أكثر من ذلك.‏ 


عصمة أيوب من الأمراض المنفرة ‏


 اعلم رحمك الله بتوفيقه أن علماء العقيدة قد قرروا أن أنبياء الله ورسله هم صفوة خلق الله، ‏فيجب للأنبياء الصدق ويستحيل عليهم الكذب،  ويجب لهم الفطانة(الذكاء) ويستحيل عليهم ‏البلادة والغباوة، ويجب لهم الصيانة فيستحيل عليهم الرذيلة والسفاهة والجبن، ويجب لهم ‏الأمانة ويستحيل عليهم الخيانة، فالأنبياء سالمون من الكفر وكبائر الذنوب وصغائر الخسة ‏كسرقة حبة عنب، وكذلك يستحيل عليهم الأمراض المنفرة التي تنفر الناس عنهم، وهذا من ‏العصمة الواجبة لهم.‏




No comments:

Post a Comment