قصه الشجره
خرج أحد الحكماء ذات يوم إلى الغابه ومعه أحد أولاده،
فسارا حتى وصلا إلى غيضة ناضرة الأشجار، زاهية الأزهار، يانعة الأثمار،
وبجانبها شجرة صغيرة قريبة من الطريق قد أمالتها الريح،
وكاد رأسها يمس الأرض.
فقال الحكيم لولده:
انظر إلى تلك الشجرة المائلة، فاذهب فأرجعها إلى شكلها الأول.
فذهب الولد وأخذ يعالجها إلى أن عدّلها،
ثم انطلقا حتى إذا قربا من جميز (شجرة كبيرة كثيرة العقد والاعوجاج)
قال الحكيم لابنه:
انظر يا بني إلى هذه الشجرة،
ما أحوجها إلى من يصنع معروفاً فيعدلها، ويزيل عنها عيوبها التي شانتها، وحطت من قيمتها في أعين الناظرين، فانح نحوها، وافعل بها كما فعلت بالتي قبلها.
فتبسم الولد عجباً وقال :
إني لا أكره صنع المعروف، إلا أن تلك الشجرة غير قابلة للتعديل لكبرها،
نعم كان يمكن ذلك في زمن صغرها،
وأما الآن فمن المحال، ولو اجتمع عليها عصبة من الأبطال.
فأعجب الحكيم بابنه،
وفرح به لما آنس من شدة ذكائه، ورق جوابه،
وقال:
صدقت يا بني، فإن من شبّ على شيء شاب عليه، فالزم الأدب في صغرك، يلزمك في كبرك.
ثم رجعا من حيث أتيا، والأب يردد في نفسه هذا الكلام: ما أسهل تهذيب النفس في الصغر، وما أصعبه في الكبر،
وأنشد يقول :
قد ينفع الأدب الأطفال في صغر وليس ينفع عند الشيبة الأدب
إن الغصون إذا قوّمتها اعتدلت
مساء الخير نيرمين
ReplyDeleteوتحية طيبة ومباركة مثل تلك الحكمة التي سطرتها أقلامكم
هنا وكم نسعد من قلوبنا حينما نرى مدونة من أخت مسلمة
تدعوا للخير لأن من يدعون للخير هم قناديل الحياة
ونورها الذي تبقى بعد حبيبنا صلى الله عليه وسلم
في زمن يغان فيه على القلوب وتغتر فيه القلوب
وتسهل كل سبل الشيطان
ويبقى الإيمان وحلاوته هدية معطاءة من رب العباد عزوجل
كم أفتخر وأتشرف بأن كلماتي البسيطة قد وقعت
ذات مساء هنا
وبارك الله قلوبكم وجمعنا بكم بجنة عرضها السموات والأرض
دمتم بكل ود أختي وبكل رقي