Total Pageviews

Sunday, June 17, 2012

بهلول وهارون الرشيد


بهلول وهارون الرشيد




كان الملوك يحضرون مجلسهم العام
بعد حضور الناس ،
لكي يقوم الناس بجماعتهم لتعظيمهم
ولا يقومون لأحد ،
وفي يوم كان مع الداخلين بهلول العاقل ،
وكان ملك زمانه هارون الرشيد .


ولما دخل هارون وقبل جلوسه على كرسيه
قام بهلول وجلس على كرسي الملك قبله
وبقي هارون واقف ، فأخذ الحرس بهلول
و بدءوا يجلدونه ويضربوه ويركلوه
أمام الملك والناس .


فأخذ بهلول بالبكاء بالعويل والصياح العالي والصراخ ،
فأمر هارون الرشيد بالكف عنه .


وقال له هارون: هل أوجعك الضرب والجلد ؟
قال بهلول : لا !!.


فقال له هارون :
إذن لماذا هذا البكاء والعويل والصياح
والصراخ إذا لم يوجعك الضرب؟ 


قال بهلول :

بكيت عليك
و أعولت على حالك
ولم أبكي على نفسي !!



فقال هارون :
وكيف والضرب والجلد وقع عليك
والبكاء والصراخ صدر منك ؟!!


فقال بهلول :
أنا جلست على هذا الكرسي أقل من دقيقة
أنالني من الضرب من الجند والحرس
ما قد رأيت
لولا أن تأمرهم بالكف عني لما كفوا ،
وأنت جالس على هذا الكرسي سنين
فكم ستحصل عليه
من الضرب
والجلد من جند الله وملائكته
وحرس جهنم ولا يكف عنك ،


فلذا شغلني حالك عن حالي وبكيت عليك .


فيقال :
استحسنه الحاضرون
وأعتبر كلام بهلول حكمة علمية وعمليه 
مع ما فيه من موقف طريف ونادر وعجيب
ويدل على الذكاء والفطنة في الوعظ ،
ولكن بتصرف يحسب أوله من الجنون والبساطة .


No comments:

Post a Comment