أسم الله الرقيب فى حياتنا
حديث النبي صلى الله عليه وسلم:
جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: أخبرني عن الإسلام، فقال النبي:
أن تشهد أن لا إله إلاّ الله وأن محمداً رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة.. فقال أخبرني عن الإيمان: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله.
قال فأخبرني عن الإحسان،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك
نحن مكشوفين أمام الله، فأنت تستطيع أن تخبئ ألف سر عن زوجتك، أو ألف فكرة عن مديرك، ولكن الله مطلع عليك،
والسر والجهر عنده سواء، سواء نطقت به أم لم تنطق،
فأنت ممكن أن تبتسم في وجه فلان وأنت تكرهه،ولكن الله مطلع عليك فسبحانه الذي كتب مقادير أدق الأشياء، أو حبة رمل تحركت في صحراء.
هناك من يفعل المعاصي.. ألا يعلم بأن الله رقيب عليه
الطبيب الذي يدفع بمريض إلى عملية لا يحتاجها،
وصاحب المصنع الذي يبيع مواد مضرة بالأطفال،
والفتاة التي تكلم شاب دون علم والديها،
والشاب الذي له علاقة مع فتاة.
والآية تقول:
((…وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا))
(… فيا من ظلمتم الناس، الرقيب موجود.
الرقيب ليس فقط عند الخطأ،
ولكنه رقيب عليك في الأشياء الجميلة أيضاً.
أنت ممكن أن يمر في ذهنك خاطر من غير أن تبوح به والرقيب سبحانه وتعالى معك.
ليس فيما تخاف ولكن في كل شيء جميل، فأنت ستخطئ ولكن إن أخطأت عُد إلى الله واستغفره.
إذا أردت أن تعرف صلتك الحقيقية مع الله،
فلن تكون في صلاتك ولا في عمرتك، إنما تكون في علاقتك ومعاملاتك مع زوجتك، عائلتك، أقربائك..
فلنعيش في كل لحظة مع اسم الله الرقيب
لا أريدك أن تنظر على الرقيب بنية الخوف فقط، ولكن انظر للرقيب على الأشياء الجميلة أيضاً، الرقيب على نية بنت شابة حدثتها نفسها: إن شاء الله إن تزوجت وأنجبت، أريد ابني أن يكون مثل صلاح الدين ليُعز الأمة، ويحدث أنها لم تنجب في الدنيا، فتأتي نيتها يوم القيامة مجسدة أمامها
من نعم الله علينا أن رقابته لنا رقابة لطيفة بمعنى أحياناً الرقابة تكون مصدر إزعاج،
لكن الله تبارك وتعالى معك في سرك، معك في بيتك، في عملك، في كل مكان، لكنها رقابة لطيفة،
تخيل لو أن السماء كلها كاميرات، ولكن من لطف الله بنا أن الملائكة أنت لا تراها وخفاءها رقابة لطيفة، رقابة لاتراها، رقابة لا تشعرك بأنك مراقب،
فكاميرات الطرق تجعلك تشعر بالقلق، أحياناً أب يكون رقيب على أولاده، أو زوج على زوجته فهذه رقابة مزعجة، لكن الله سبحانه لطيف في رقابته لنا، وما يبعث السرور أنها ليست رقابة فقط للسيئات، ولكنها رقابة أيضاً للحسنات،
فأنت مراقب لتدخل الجنة، مثل الذي سيتعين في سلك دبلوماسي أو منصب رفيع المستوى، يراقب حتى يُرى إذا كان مؤهلاً لهذا المنصب، ولكن أنت مراقب من الله لترشيحك لدخول الجنة، لذلك أنت تكون سعيداً بأن ترى الملائكة أفعالك وحسناتك ولكن هذه الرقابة أيضاً فيها نقطة جميلة أخرى.
أنت مع الناس تحاول أن تشرح لهم قصدك أو نيتك إن كان لك عندهم حاجة، لكن مع الرقيب الذي يعرف عنك كل شيء لا تحتاج إلى شرح أو تفصيل، لكن مع الله الرقيب يجعلك في غنى عن الشرح فهو يعرف سرك وحالك،
وأنت أحياناً ممكن أن تبكي أثناء دعائك فيستجيب الله لك بدمعة ذرفتها دون أن تطلب منه مسألتك، فهو معك ومطلع عليك.
هذه رقابة جميلة تجعلك سعيداً وتحميك يوم القيامة وتنجيك: الله راقبي، الله ناظري، الله شهيد عليّ.. أخيرا أوجه للجميع هذه الرسالة
فنحن لو تربينا على هذا المعنى لا بد أن تتغير أحوالنا ومجتمعاتنا.
فنحن لو تربينا على هذا المعنى لا بد أن تتغير أحوالنا ومجتمعاتنا.
ويكون اسم الرقيب أفضل وأقوى للمجتمع من ألف شرطي يراقب الناس، من ألف كاميرا تراقب الناس في المصانع والطرق وغيره. فـ يا أباء وأمهات لو أننا حرصنا على أن نربي أولادنا في مدارسنا وفي بيوتنا على اسم الله الرقيب، وكذلك لو أن حكامنا، والمسؤولين في بلادنا، والمدرسين..
هل نتفق على أن نربي أنفسنا على اسم الله الرقيب؟
أسأل الله أن يعينا، وأن نتعلم من هذه القصص :
الله راقبي.. الله ناظري.. الله شهيد علي
No comments:
Post a Comment