كيف نجمع بين الآية:
{وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} [الضحى:11]
وبين الحديث الشريف:
"استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان"
؟
قال بعض الناس:
نحن إذا تحدثنا بالنعم أصابنا الحسد والعين، فماذا نفعل؟
نقول:
أولاً:
إذا كان الذي أمامك معروف بالحسد
فهذا لا يعني أنك تقول النعم
التي جاءتك،
وتستجلب حسده وإصابته لك بالعين؛
هذا إذا كان حسوداً،
أما في الأحوال العادية
الطبيعية فأنت تذكر نعم الله عليك.
ثانياً:
إن الحسود والعائن إذا رآك تحمد الله على النعم العامة،
تقول:
الحمد لله على ما أنعم به عليَّ من جميع النعم؛
فإن هذا الشيء العام لا يستجلب العين والحسد.
فإن هذا الشيء العام لا يستجلب العين والحسد.
ثالثاً:
هناك أدعية تقي من العين والحسد؛
كقراءة المعوذات بعد الصلوات،
وقبل النوم، وفي الصباح والمساء.
وكذلك فإن هناك بعض الأمور،
مثل أن تكتم: (استعينوا
على إنجاح حوائجكم بالكتمان، فإن كل ذي نعمة محسود)
فيجب ألا نخلط بين شكر الله وحمده
على النعم،
وبين ذكر بعض الأشياء التي تستجلب الحسد عند العائنين أو الحساد إذا كانوا
موجودين.
فهل يلزم أن نشكر أمام الناس؟
أم أنه يمكن أن يكون الشكر سراً بينك
وبين الله، لا يوجد حاسد ولا عائن؟
يمكن أن يكون بينك وبين الله،
فإذا خلوت بنفسك فاحمد الله على نعمه،
ولا يشترط أن تأتي بين الناس فتقول:
عندي كذا مال، وعندي كذا شركة، وعندي كذا وكذا
وفي المجلس من الحساد،
لكن بين إخوانك وأصحابك
فأنت تذكر نعم الله عليك،
ثم إن هناك
من النعم كما قلنا ما يستجلب الحسد في العادة والعين،
فالله عز وجل لما قال لنبيه:
أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى * وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى * وَوَجَدَكَ عَائِلاً
فَأَغْنَى [الضحى:6-8] قال له في آخر السورة: "وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ".
No comments:
Post a Comment