Total Pageviews

Tuesday, February 28, 2012

لن تدرك قيمة النور إلا إذا عرفت الظلام






لن تدرك قيمة النور إلا إذا عرفت الظلام 

حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم  يوضح حال الأرض قبل بعثته صلى الله عليه وسلم، يقول:

(إن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم، إلا بقايا من أهل الكتاب)


الدولة الرومية

هى دولة ضخمة جداً جداً بتمتلك نصف الأرض تقريباً

تنقسم الى

- دولة رومانية شرقية و دي عاصمتها القسطنطينية، وكانت العقيدة فيها أرثوذكسية .

- الدولة الرومانية الغربية اللي هي كانت عاصمتها روما، وكانت العقيدة فيها كاثوليكية .

كانت هناك خلافات عقائدية عقيمة بين طوائف النصارى في أطراف الدولة الرومانية الشاسعة، كانت خلافات بشعة يا إخواني في الله .
و دارت بينهم حروب فني فيها الآلاف والآلاف على مدار السنين، وظلت هذه الحروب حتى العهد القريب، وإلى الآن هناك خلافات عقائدية ضخمة وحروب بين الطوائف المختلفة من النصارى.
الجوانب الأخلاقية فقد كانت في انحدار شديد في هذه الدولة، انحلال خُلقي عظيم .

تأخر سن الزواج جداً في الدولة الرومانية، أو اختفى الزواج، لأن تكاليف الزواج كانت غالية فانحل الناس انحلال رهيب ، وانتشر الزنا في كل مكان .

الرشوة أصبحت أصلاً في التعامل مع موظفي الدولة .

ضرائب ضخمة باهظة على كل سكان البلاد، والضرائب هي أكثر على الفقراء منهم على الأغنياء.

الوحشية الشديدة في الطباع؛ من وسائل التسلية التي كانت في الدولة الرومانية الشرقية: ومنها صراع العبيد مع الوحوش المفترسة في أقفاص مغلقة 

وكان االعبيد 3 أضعاف الأحرار .


الدولة الفارسية

الدولة اللي كانت بتمتلك نصف العالم الآخر في ذلك الزمن.

كانت مأساة حضارية بكل المقاييس يا إخواني في الله ، انهيار شديد في الأخلاق .


ومن أمثلة هذا الانهيار الاخلاقى :

زواج المحارم ده شيء كان منتشر جداً في الدولة الفارسية ،يعني الرجل يتزوج من ابنته من أخته من أمه، حتى كبار القوم يعني كسرى

لم يكن في احترام لأي ملكية في البلد ( انتشار السرقة ) كل شيء مباح للناس كلها، كل شيء على المشاع، ممكن أي حد يدخل إلى بيت الآخر يأخذ منه من ماله ويأخذ من نسائه - ياخد مراته - و أصبح جزءاً من الدين في بلاد فارس.

انتشار البطالة لأن كل واحد بيشتغل مبيملكش شيء ، فيشتغل ليه. 

وفسد الناس كلهم أجمعون

تقديس الأكاسرة في بلاد فارس كان أمراً مهيناً جداً لعامة الناس، الناس كانت تعتقد أن كسرى هذا في دمه دم إلهي، وأنهم فوق البشر وفوق القانون.

كان هناك طبقية شديدة فيها مهانة كبيرة جداً للإنسانية....

- الطبقة الأولى: طبقة الأكاسرة.

- الطبقة الثانية: طبقة الأشراف ودول 7 عيلات.

- الطبقة الثالثة: طبقة رجال الدين.

- الطبقة الرابعة: طبقة رجال الحرب اللي هما قواد الجيوش.

- الطبقة الخامسة: طبقة المثقفين.

- الطبقة السادسة: الدهاقين، اللي هما رؤساء القرى.

- الطبقة السابعة: اللي هي طبقة الشعب، أكثر من (90%) من مجموع سكان فارس، العمال، الفلاحين، التجار، الجنود، العبيد.

عبادة النار وحرم الأعمال التي تتطلب النار ، فالناس اكتفت بالزراعة وبالتجارة ومفيش صناعة في بلاد فارس .

وعم الفساد في كل شيء في بلاد فارس


وبالرجوع مرة أخرى لأوربا


في الشمال نشوف حال أوروبا الشمالية، بلاد إنجلترا، وبلاد الإسكندنافة -السويد والدنمارك وفنلندا وألمانيا. وهذه المناطق الشمالية من أوروبا اللي هي خارجة عن حدود الدولة الرومانية.

يقول المؤرخ الفرنسي رينو - يقول :

طفحت أوروبا في ذلك الزمن بالعيوب والآثام، - خلي بالك من الكلمات - وهربت من النظافة والعناية بالإنسان والمكان، وزخرت بالجهل والفوضى والتأخر وشيوع الظلم والاضطهاد، فشت فيها الأمية .

الأمية يا إخواني كانت منتشرة للدرجة اللي الأمراء كانوا بيفتخروا أنهم لا يستطيعون أن يقرءوا دى كانت حاجة إيه مدعاة للفخار ، والناس اللي همه العلماء كانوا في مهانة شديدة في هذه البلاد - ده لو كان في أصلا علماء.

قارن هذا بدين كانت أول كلماته (اقْرَأْ) كما قال الله عز وجل.


الوضع في مصر في ذلك الزمن

مصر كانت محتلة من الرومان منذ هزيمة كليوباترا على يد أوكتافيوس في سنة (31) قبل الميلاد، يعني أكتر من (5) قرون من الاحتلال الروماني لمصر.

الاحتلال سقط في سنة (476م) لما سقطت الدولة الرومانية الغربية، لكن بسرعة الدولة الرومانية الشرقية خدت مصر على طول .

يعني قبل ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم بحوالي (100) سنة.



 الدولة الرومانية سواء كانت شرقية أو غربية ماذا كانوا يفعلون في أهل مصر ؟

تحولت مصر لمخزن يمد الإمبراطورية الرومانية باحتياجاتها من الغذاء، حصل تدهور شديد في الاقتصاد المصري، وتدهور شديد أيضاً في الحالة العلمية والاجتماعية في مصر.

فقد المصريون السلطة بكاملها في بلادهم، لكن الرومان حرصوا أن يتركوا بعض الرموز عشان بس تبقى في صورة من المصريين موجودة في السلطة، فيتجنبوا ثورة الشعوب، لكن الواقع أن كل الحكم وكل الإدارة كا في إيدين الرومان.

فرضوا الضرائب الباهظة على الشعب الفقير المعدم، ضرائب عامة على الأفراد ، ضرائب على الصناعات ، ضرائب على الأراضي ، ضرائب على الماشية ، ضرائب حتى على المبيعات - حتى ضريبة المبيعات دي كانت موجودة من أيام الاحتلال الروماني - ،
ضرائب على المارة - عشان تعدي من مكان لمكان أو من مدينة لمدينة تدفع ضريبة - ،
ضرائب حتى على زوجات الجنود - طيب ده الجندي طالع يدفع روحه عشان البلد برضه مراته وهو غايب تدفع ضريبة-،
ضرائب على أثاث المنزل - يخش يقيم كده عندك كام قطعة أثاث في البيت وتدفع ليها ضريبة - ،
بل تجاوزت  الضرائب من الأحياء إلى الأموات ... تخيل ! ، كان لا يسمح بدفن الميت إلا بعد أن تدفع ضريبة معينة - يعني حاجة كده زي ضريبة التركات - مش كفاية بس مصيبة الموت لأ ، كمان ضريبة.

فوق كل هذا التعذيب كان هناك التعذيب لأجل المخالفة في المعتقد الديني، اللي زي ما احنا إيه ذكرنا في أول المحاضرة ، وان كان في الأخر كل الناس تحت مظلة النصرانية الأرثوذكسية .





No comments:

Post a Comment