عاقبة جحود النعم وآثارها
من الغايات التي ينبغي للمؤمن أن يرعاها
نعم الله
والعبد الصالح لا
يقف عند النعم
بل يرى المنعم من خلالها
فيبادره بالشكر ولزوم الطاعات
وترك المنكرات
صورة تاريخية ومشهد حي للعظة والعبرة
تلك المدينة العظيمة الضاربة في أعماق التاريخ حضارة
ومجدا -
لكن ما النتيجة
يعرضُ القرآنُ الكريم في هذه الآية ،
مثلاً مضروباً، مُسَاقاً للعظةِ
والعبرة، لقريةٍ من القرى كانت تنعمُ بأمنٍ واستقرار، وطمأنينةٍ ورغدٍ من العيش،
يأتيها
رزقُها من كل مكان، لا يعرفُ أهلُها الجوعَ والخوف، ولا الفاقةَ والحرمان،
فهم في أوجِ
لذاتِهم، وغايةِ سعادتهِم
لكنَّ أهلَ القريةِ المغفلين،
ظنوا أنَّ ذلك بسببِ حسبهِم
ونسبهِم،
ومكانتهِم عند الله تعالى،
وأنهم يستحقون ذلك لفضلهِم وتميزهِم عند الناس،
فتجرأَ المغفلون، تجرءوا على انتهاكِ محارمِ الله،
وتجاوزِ حدودهِ سبحانه،
مغترينَ
بإمهالِ اللهِ لهم،
وانحرافهِم وظلمهِم وبغيهِم،
فبدلاً من أنْ يشكروا ربهم،
ويعترفوا
بإحسانِه إليهِم وتفضلِه عليهِم،
ويلتزموا حدودَه، ويعرفوا حقوقَه،
إذا بهم يتنكرون
للمنعِم العظيم،
ويتجرءون في سفهٍ وغرور، على العزيزِ الحكيم،
الذي يقول:
(يا عبادي
فاتقون)
ويقول:
ويقول:
(وإياي فارهبون) فماذا كانتْ النتيجة،
وما هي النهايةُ والعاقبة،
(فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون).
إذاً فرغدُ العيش، وسعةُ الرزق،
يتحولُ في طرفةِ عين، ولمحةِ بصر، جوعاً
يَذهبُ بالعقول،
وخوفا يهلع القلوب
القناعة والرضا امران لا بد ان نشعر بهما
لانهما معيار السعادة الحقة
فكم من فقير غمرته السعادة
وعاش وهو يشعر بانه يمتلك الدنيا بما فيها
فكم من فقير غمرته السعادة
وعاش وهو يشعر بانه يمتلك الدنيا بما فيها
كم من مريض عاش حياته واعطى لمجتمعه
وافاد من حوله دون ان يقضي وقته يتحسر على الايام الماضي
وافاد من حوله دون ان يقضي وقته يتحسر على الايام الماضي
نجد عكس هذة النماذج
انسان يعطية الله المال والزوجة والذرية الصالحة
والصحة ومركز مرموق ولكن لايشعر بكل هذة النعم
فتكون النتيجة
تعاسة في الدنيا وعذاب جهنم في الآخرة
فالجحود من أسباب منع النّعم
ومنع نزولها وزوالها بعد حصولها.
قال تعالى :
يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ [ النحل :
يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ [ النحل :
83 ] .
(إعطاء الفاجر يقوّيه على فجوره،
ومسألة اللّئيم إهانة للعرض،
وتعليم الجاهل
زيادة في الجهل،
والصّنيعة عند الكفور إضاعة للنّعمة،
فإذا هممت بشيء من هذا
فارتد
الموضع قبل الإقدام عليه أو على الفعل)
نحن في نعم متلاحقة
وفي منن متتالية
نحن أحوج ما نكون إلى
أن نحافظ عليها / ونربيها بالشكر لاغير
هذه سنة الله في النعم ثابتة مستقرة لا تتبدل
ولا تتغير
( ولئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد ) ،
فإلى متى نتعامى
الى
متى نتجاهل
وتلكم النّذر والآيات أصاب بها الله أقواماً أنعم عليهم،
فكفرت بأنعمه وجحدت
فضله ،
فألبسهم الله ثوب الجوع والخوف والنقص ،
هذه نعم الله تترى إلينا نازلة وهاهي
آثامنا ومعاصينا المخزية إليه صاعده .
إن هذه الدنيا لا يغتر بها إلا غافل
ولا يركن إليها إلا جاهل .
كم ذكّر الناصحون فما تذكروا /
وكم توالت على أهلها
النذر فلم يتنبهوا/
ثم أفاقوا على أمر جاء بلا نذر سابقة ولا دلائل منذرة
(فلما نسوا
ماذكروا به فتحنا عيهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم
مبلسون )،
وأفاقوا على نعمهم فإذا هي ذكرى،
وعلى بهجتهم فإذا هي أماني …
فالأصل فينا
أن نعتبر قبل أن نكون عبرة،
وأن نتذكر قبل أن نكون ذكرى،
والحوادث من حولنا تترى ،
ومن لم توقظه هذه القوارع فمتى يستفيق
No comments:
Post a Comment